القدس البوصلة-القدس المحتلة

ودعت القدس عام 2023 بحصاد هو الأثقل والأمرّ منذ عقود، حيث قدمت 50 شهيدًا، بينهم 14 جثمانًا محتجزًا، و2850 أسيرًا، بينهم 477 طفلًا، بينما اقتحم المسجد الأقصى أكثر من 52853 مستوطنًا في عدد هو الأعلى بعد عام 2022، كما هدم الاحتلال في هذا العام 181 منشأة منها 270 بأنياب جرافاته.

كان 2023 عامًا غير مسبوق على القدس ومسجدها، خصوصًا بعد معركة طوفان الأقصى التي اندلعت انتقامًا لها، حيث يواصل الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي فرض تقييدات مشددة على أبواب المسجد مقلِّصًا بذلك عدد المصلين إلى الحد الأدنى منذ احتلاله عام 1967.

شهد العام اقتحامات مكثفة على مدار 10 أعياد ومناسبات دينية يهودية- ومناسبات هامشية أخرى-، أكثرها حشدًا كانت في عيد العرش العبري، بينما تمكّنت شرطة الاحتلال من فرض التقسيم الزماني ومنع المصلين في الأشهر الأخيرة من دخول الأقصى تزامنًا مع الاقتحامات.

حارب الاحتلال في رمضان 2023 الاعتكاف الليلي في المسجد الأقصى قبل العشر الأواخر، وقمعه بشدة ضمن ما عُرف بليلة فض الاعتكاف، التي أسفرت عن اعتقال أكثر من 450 معتكفًا، كما قمعت أيضا محاولات الاعتكاف خلال العشر الأوائل من ذي الحجة.

وبينما غُيّب المعتكفون والمرابطون وحراس المسجد، تمكّن المقتحمون من رفع الأعلام الإسرائيلية 3 مرات، وتمكّن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من اقتحامه 3 مرات، وتمكّنوا من الصلاة وأداء الطقوس بأريحية، وتقديم القرابين النباتية، وإضاءة شموع عيد الأنوار.

 

تصاعد في هذا العام -وخصوصًا في الأشهر الثلاثة الأخيرة- الهدم الانتقامي العقابي (7 عمليات)، واحتُجِزت جثامين 14 مقدسيًا (9 خلال طوفان الأقصى)، كما صعَّدت بلدية الاحتلال من إجراءاتها الكيدية، وفرضت مخالفات وقرارات هدم مضاعَفة، إلى جانب الاستيلاء على مئات آلاف الشواقل من أموال وأملاك الأسرى والمحررين المقدسيين (3 حملات).

اعتقل الاحتلال أكثر من ألفي مقدسي، جزء كبير منهم بعد السابع من أكتوبر، ضمن حملة لإرهاب المقدسيين بتهمة التحريض، وردعهم عن التضامن مع أهلهم في قطاع غزة، ولم تستثن حملة الاعتقالات النساء والمسنين والأطفال.

أكثر ما ميّز عام 2023 صفقة تبادل الأسرى في نوفمبر التي أجبرت فيها المقاومة الاحتلال على تحرير 79 مقدسيًا، بينهم 24 امرأة و55 طفلًا، وبينهم الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص، والأعلى حكمًا شروق دويات، ونفوذ حماد التي حُكِمت قبل أسابيع بالسجن 12 عامًا.

 

حمل عام 2023 عديدًا من الانتهاكات على صعيد الحركة الأسيرة، وتصعيد وتيرة الحبس المنزلي والإبعادات عن المسجد الأقصى والقدس، بالإضافة إلى مضاعفة مشاريع الاستيطان داخل وقرب الأحياء المقدسية، وخصوصًا بلدة سلوان، التي شهدت افتتاح أطول جسر للمشاة، ومركزًا للشرطة، وإخطارًا بإخلاء عشرات العائلات لإقامة قطار هوائي.

ورغم انقضاء عام 2023؛ فإن صفحات مقدسية لم تُغلَق، وستُرَحّل إلى العام الجديد، مهددة الوجود الديموغرافي والهوية المقدسية الإسلامية والمسيحية، حيث يُخشى من إتمام تسريب 25% من الحي الأرمني، وهدم مزيد من المنازل في القدس، وفرض التقسيم الزماني والمكاني كليًا في المسجد الأقصى، وتعميم المنهاج الإسرائيلي على عدد أكبر من المدارس في القدس في ظل إقرار الخطة الخمسية.

  • تفاصيل ومعطيات موسعة لعام 2023 في هذا التقرير السنوي من إعداد فريق "القدس البوصلة" 👇