يرتكب المستوطنون في هذه الأيام انتهاكات لم تكن لتمر مرور الكرام قبل عقد من الزمان، حيث يعترف بعضهم أن أقصى أمانيهم كانت الصلاة الصامتة داخل المسجد، لكن أعدادهم ازدادت، وكرسوا طقوسا مثل السجود الملحمي وتقديم القرابين النباتية والنفخ في البوق ورفع العلم.

ومع تلك الانتهاكات غير المسبوقة، يُحصر إعلامنا الفلسطيني والمقدسي بين ضرورة توثيق الانتهاكات بحق أولى القبلتين، وضرورة فضحها وتبيانها للعالم، وبين الخشية من التطبيع الذهني، واعتياد المتلقي عليها.

تكمن خطورة التطبيع الذهني في صدمة المتلقي بدايةً من حجم الانتهاك، ليجعل تكراره يوميا أمرا واقعا معتادا، وحين تنتفي ردة الفعل، يتجرؤ المستوطنون على انتهاكات أكثر ويراكمونها نحو التأسيس الكامل للهيكل المزعوم.