أخبار القدس

في تطوّر قضائي خطير.. أصدرت المحكمة المركزية في القدس مؤخرًا قرارًا برفض الدعوى التي تقدّمت بها بطريركية الروم الأرثوذكس، لإبطال صفقة سرّية جرت عام 2004 لصالح شركة استيطانية، واستهدفت أرضًا استراتيجية تُعرف بـ”أرض الحمراء” في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.

الصفقة التي عقدت بتاريخ 31 آب/أغسطس 2004، ظلت طي الكتمان لأربع سنوات، حتى علمت بها البطريركية في 22 حزيران/يونيو 2008. ورغم إدراكها لخطورة الأمر، اكتفت حينها بإنكار الصفقة دون اتخاذ أي إجراء قانوني، لتبقى الأرض في مهبّ المخاطر، بعد أن بيعت بثمن بخس مقابل 100 ألف دولار فقط.

عاد الملف إلى الواجهة في نهاية عام 2022، عندما استولى المستوطنون على الأرض، البالغة مساحتها نحو 8 دونمات. حينها فقط، تقدمت البطريركية بدعوى قضائية لإبطال الصفقة.

بعد ذلك، رفضت المحكمة الحجج المقدّمة، معتبرة أن القضية قد تقادمت قانونيًا، بسبب مرور 18 سنة على توقيع العقد، بينما الحد القانوني للتقادم في الأراضي غير المُنظّمة هو 15 سنة.

المفارقة المؤلمة، بحسب نصّ القرار القضائي، أن البطريركية كانت ستكسب الدعوى لو أنها تقدمت بها عام 2008، إذ كانت حينها قادرة على الاستفادة من حُجّة الجهل بالصفقة. لكن التأخير لخمسة عشر عامًا جعل المحكمة تُرجّح كفة المستوطنين.