زيادة الجرعة

في اليوم التالي للمواجهة، تعود الحياة إلى طبيعتها في المدينة

وطبيعتها تعني استهدافها الدائم بأعقد عمليات الاحتلال الاستيطاني والهندسة الاجتماعية التي لا تتوقف

والتي عادةً ما تزيد «إسرائيل» من جرعة ممارستها القمعية البنيوية هذه بعد كل مواجهة

في المقابل، يظهر دائماً عجزنا الكامل في مواجهة هذه الملفات، وهكذا ترسخت المعادلة:

"إسرائيل" قد تتراجع تكتيكياً ولكنّها تتقدم استراتيجياً في عملية تهويد المدينة

 

درس النكبة

لم تكُن النكبة كما الصورة النمطية لها هزيمة بالضربة القاضية، وإنّما كانت هزيمة بالنقاط، كانت النكبة محصلة لعددٍ لا نهائي من المعارك 

ولم تكُن النكبة ممكنة فقط بسبب تفوّق العدو وتآمر الأنظمة العربية

وإنّما كانت ممكنة أيضاً بسبب قصور ذاتي وإشكاليات داخل المجتمع الفلسطيني على مستوى الرؤية ومن ثمّ الممارسة


الاستراتيجية

ودون أن نقلّل من أهمية الاختلال الهائل في موازين القوى بين طرفي الصراع في الإمكانيات والقدرات

ولكن أيضاً لا يمكننا التقليل من مسؤوليتنا الذاتية في مسألتي المحاسبة المجتمعية وغياب الرؤية الشمولية بعيدة المدى للنضال في القدس غير المحكومة بردات الفعل "ما يطلق عليه بالاستراتيجية"


مناسبة نقدية

لا يكفي الاحتفاء وتكاثر التقارير الإعلامية حول البطولة والإشادة بها مع أهميتها

ولا يكفي الحديث عن وحشية الاحتلال وقمعه مع أهميته وصدقيته

وإنّما علينا تحويلها أيضاً إلى مناسبة نقدية للحديث عن مكامن قصورنا وفسادنا وممكنات الفعل طويل النفس في لحظة انغماسنا بالحدث البطولي وملحميته.


على سبيل المثال
في الوقت الذي ننهمك في فضح وإدانة الاحتلال لاعتدائه على مؤسساتنا الطبية، 

علينا أن لا ننسى بأن «أزمة داخلية» حقيقية تعصف باثنتين من كبرى مؤسسات القدس الطبية الوطنية أوصلتهما إلى حافة الانهيار!