هنادي قواسمي

هنادي قواسمي

كاتبة وباحثة مقدسية
المصدر   ميدان القدس

كان عام 2021 عامَ مدينة القدس بامتياز؛ عادتْ روحُ المواجهة إلى شوارعها وأحيائها رغم تتابع وكثافة سياسات القمع والضبط الإسرائيليّة، وارتفع ذكرها في ميادين العالم ومنصاته الإعلاميّة بعد أن غُيّبت لصالح مشاريع التطبيع وتشويه الهوية، وحركّتْ بعائلاتِها المُهدّدة بالتهجير، وبمسجدها المقدّس المحاصر، مُمكناتِ الفعل الفلسطينيّ الشعبيّة والعسكريّة ووسعت آفاق التضامن والدعم العربيّ والإسلاميّ والعالميّ.

من باب العمود والشيخ جرّاح وساحات المسجد الأقصى، إلى قرى النقب والجليل والساحل واللد والرملة، وصولاً إلى غزّة، كانت القدس مُفجّرة للمواجهة ومُحركة للجماهير. في ضوء ذلك شهدنا على مدار شهر كامل (مايو/ أيار 2021) مواجهةً شعبيّةً، وعسكريّةً في جزءٍ منها، غطت جميع مناطق فلسطين.

هدف الورقة:

تهدف هذه الورقة إلى تلخيص أبرز السياسات الإسرائيليّة والاعتداءات التي شهدتها مدينة القدس خلال عام 2021، والتعليق عليها حين يلزم، ورسم صورة تقريبيّة لمسار هذه السياسات في العام المقبل 2022.

لا تسعى الورقة إلى توثيق كل حدث بعينهِ شهدته المدينة، وإنّما تسعى إلى عرض المشهد العام وأبرز تطوراته وأبرز ما يُدلّل ويعكس هذه التطوّرات، ومن ثمّ التعليق عليها.

والرؤية العامة التي تحكم هذا التلخيص والتحليل هي إفادةُ المتابع للشأن الفلسطينيّ عموماً والمقدسيّ خاصّة، وكذلك إفادةُ الفاعل السياسيّ الفلسطينيّ ورفده بما يحتاج من معلومات وتحليلات تُبقيه في صورة الأحداث وتُساعده على فهم تبعاتها.

إضافةً إلى القطاعات المعتادة التي يتم رصدها عادةً عند الحديث عن الاعتداءات على مدينة القدس، كهدم المنازل والاعتقالات، تُضيف هذه الورقة قسماً للحديث عن سياسات الضبط "الناعمة" المُتمثلة بمخططات الأسرلة و"الدمج" خاصة في القطاعين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، وعلى رأسها موضوع التعليم، وهو ما يندرج ضمن "الخطّة الخمسيّة".

ومن المهم التنويه، قبل البدء بعرض أبرز الأحداث وتحليلاتها، أنّ ما تشهده المدينة في العام الواحد هو في العادة انعكاسٌ لسياساتٍ إسرائيليّةٍ واضحةٍ ومُثبَّتة ومُعلنة قبل ذلك بأعوام أو بفترة زمنيّة ما. للتوضيح أكثر، عندما نتحدث عن سياسة التهجير في حي الشيخ جرّاح، فتلك ليست سياسة جديدة برزت أو كُشِفت في عام 2021، بل هي انعكاسٌ وتمظهر لواحدة من السياسات الثابتة والراسخة في القوة الإسرائيليّة التي تحكم مدينة القدس، والتي يمكن تلخيصها بمقولة: "عرب أقل، ويهود أكثر"، وبالذات في محيط البلدة القديمة سعياً لإفراغها من معالم الهويّة العربيّة والإسلاميّة. إلا أن ما يحدث خلال العام الواحد هو إما ارتدادٌ لبعض تلك السياسات تحت أثر فعل المواجهة الفلسطينيّ، أو تصاعدٌ لها توّفر سياساتُ الضبط والقمع والتنكيل والتواطؤ العربيّ والدوليّ أحياناً العواملَ المُساندة له.

مرفق أدناه التقرير كاملًا بصيغة PDF 👇

 

كلمات مفتاحية

#تقدير موقف #حصاد القدس