ظهر الشاب المقدسي رمزي العباسي على حسابه في "انستغرام" معلنا تلقيه كتاب فصله من عمله في وزارة المعارف الإسرائيلية/القسم العربي، ودعوته للمثول أمام القضاء، بحجة "الإضرار بالجمهور العام والعملية التعليمية".

استطاع رمزي عبر حسابه الذي يتابعه نحو 400 ألف شخص، أن يسلط الضوء على الابتزاز الوظيفي الذي يمارسه الاحتلال في القدس منذ سنوات طويلة، بحق المقدسي الذي يناصر قضايا شعبه ومدينته.

يكمن هذا الابتزاز في إبقاء المقدسي على الحياد، وضمان عدم تحيزه لأي من الأحداث السياسية، وتجنب التوعية الوطنية لطلبته -إن كان مُعلما- أو نقل أفكاره لمن حوله في العمل.

للأسف، تنجح سياسة تكميم الأفواه هذه في كثير من الأحيان، فبعضهم يُفضل الحفاظ على وظيفته التي تدر دخلا معقولا متناسبا مع الغلاء المعيشي- على أن يُفصل منها ويضطر للبحث عن عمل آخر أقل دخلا أو ملائمة لمكانته المجتمعية.

فالاحتلال يُحارب المقدسي في لقمة عيشه مستغلا دخول نسبة كبيرة من المقدسيين تحت خط الفقر، وارتفاع معدلات البطالة.

رمزي مثلا، شاب مقدسي وأب لطفلين، لم يستطع تجاهل ما يحدث من تدنيس للمسجد الأقصى و تطهير عرقي في الشيخ جراح والنقب، وهدم في سلوان، وتهويد وسرقة للتاريخ في المدينة بأكملها، فكان مصيره الفصل!

ولا يقتصر الابتزاز الاحتلاليّ على الوظيفة، بل يهدد المقدسي بالتأمين الصحي والوطني والمخالفات الكيدية بأنواعها، كما حدث مع المرابطين في الأقصى الذين قُطع التأمين عنهم لقاء رباطهم في المسجد.

كما قرر جهاز (الشاباك) العمل على تقييد تشغيل معلمين مقدسيين من "ذوي الأفكار المتطرفة" حسب تعبيره، وفرض الفحص الأمني على أي معلم ينوي العمل في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، وذلك إثر عملية الشيخ فادي أبو اشخيDم نوفمبر العام الماضي، والذي كان مُعلما في مدرسة الرشيدية التابعة للبلدية.

وقد يتساءل القارئ، لماذا يعمل المقدسيّ في منظومات الاحتلال التعليمية؟ الإجابة معقدة وطويلة، لكن الأمر باختصار أن الاحتلال يسيطر على جميع المناحي في القدس، ومنها التعليمي، حيث تخضع جزء كبير من المدارس لوزارة المعارف التابعة للبلدية، وهذه المدارس تضم طلابا مقدسيين وتحتاج لطاقم مقدسيّ عربي، فيلتحق بها المقدسي في ظل انتشار البطالة وشُح البديل.

كلمات مفتاحية

#رمزي العباسي