خاتمة مشرفة

2/12/2022
توفي الطبيب المقدسي الثمانيني عبد الله سعيد صبري، وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، حيث أصيب بجلطة قلبية حادة قرب المقبرة اليوسفية، ودُفن في مقبرة باب الرحمة المجاورة لها لتودع فلسطين برحيله أكبر طبيب ممارس فيها وشعلة العمل الخيري والتطوعي في عاصمتها القدس

شقيق أمين المنبر

الطبيب عبد الله "أبوالسعيد" هو الشقيق الأكبر لخطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري.

ورغم مصاب الشيخ عكرمة إلا أنه ألقى خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، ورفض أن يترك المنبر خاليا، حيث تحدث في خطبته -كالعادة- عن شؤون المقدسيين والانتهاكات التي تتعرض لها القدس والأقصى، وشكر الشعوب العربية والإسلامية على مواقفها ودعمها العلني للقضية الفلسطينية

أكبر طبيب ممارس

-ولد عبد الله صبري عام 1938 في مدينة قلقيلية، وكان والده سعيد صبري قاضيا في القدس، فانتقل مع عائلته إليها عام 1952 واستقر فيها

-لديه خمسة أبناء وعشرات الأحفاد، ويسكن بلدة شعفاط بالقدس

-درس صبري الطب البشري في جامعة عين شمس في القاهرة، وتخصص بالطب العام

-عمل بمهنة الطب في القدس حتى ليلة وفاته، ليكون بذلك أكبر طبيب ممارس في فلسطين، وبقي حتى وفاته أيضا عضوا في نقابة الأطباء، يحضر اجتماعاتها الدورية ويشارك في انتخاباتها

طبيب متمرس

-بدأ مسيرته العملية طبيبا للجيش العربي الأردني قبيل احتلال شرق القدس

-ثم عمل بعدها في مستشفى الهوسبيس النمساوي في طريق الواد بالبلدة القديمة

-ثم افتتح عيادته الخاصة المعروفة في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، قرب مقبرة المجاهدين، وما زالت تستقبل المراجعين حتى اليوم

شغل الطبيب صبري مناصب طبية وإدارية في القدس، وبقي فيها حتى أيامه الأخيرة،  أبرزها:

-رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية بعد الطبيب أمين الخطيب

-رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس

-نائب رئيس الهلال الأحمر في فلسطين والخارج
كما كان أيضا:

  • عضو مجالس إدارية في العديد من الجامعات الفلسطينية
  • عضو مجلس إدارة مستشفى جمعية المقاصد
  • عضو مجلس إدارة كلية القران الكريم
  • عضو لجنة استشارية في جامعة القدس

-لم يقتصر عطاء أبي السعيد على المجال الطبي، بل انخرط في العمل المجتمعي العام، وتطوع مجانا في المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والمقدسية ونال في فبراير/شباط الماضي جائزة فلسطين الصحية الأولى لعام 2022 التي قدمتها نقابة الأطباء في فلسطين، ومركز القدس، و الجمعية الفلسطينية لأمراض الغدد الصماء و السكري 

-عمل الكاتب عزيز العصا 8 سنوات مع الطبيب صبري في اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس، ووصفه قائلا:

"قائد متواضع، يحترم الآخر، يقدر الآراء التي تطرح عليه، غير تسلطي، يشجع على الإبداع، شخصية محبوبة ومزوحة، كان صديقا لموظفيه"

الطبيب صبري بلسان مراجعيه ومرضاه:

" كان يمتاز بالمرح والحديث اللبق والفكاهي، والذي يخفف به أوجاع مرضاه، ويطمئنهم بصوته ومحياه المطمئن وخفة ظله، كما كان بارعا في تحديد أصل المريض من لهجته أو سحنته، ثم يبدأ بعدها بممازحته بذات اللهجة، لتخفيف توتره وطمأنته"